نص لقاء رئيس الوزراء د. معين عبدالملك مع قناة الشرق السعودية
المقدم: دكتور معين أريد أن أبدأ معك بحدث موجود الآن وهو حصار حرض
وتحرير شبوة وتحرير بعض مديريات مأرب، البعض يسأل: لماذا هذا التحرك والانتصار
السريع في عملية حرية اليمن السعيد؟ أين كانت الشرعية وقواتها سواء المختلفة مع
بعضها أو المتفقة مع بعضها منذ عامين؟
دولة رئيس الوزراء: ذلك كله انعكاس لتوحيد الجهود، المشاكل كانت في الأعوام الماضية، انقسامات كثيرة، الكل يقاتل الحوثي ولديه شهداء ولديه قضية، لكن كانت هناك فرقة وانقسامات كبيرة، نستطيع أن نقول إن الثلاثة الأشهر الماضية كانت هناك نتائج لتوحيد هذه الجهود بقيادة المملكة العربية السعودية والتحالف العربي، كانت النتائج واضحة في شبوة العمالقة أبلوا بلاء حسناً وأدوار بطولية، الآن في حرض الحصار ليس فقط حصاراً لحرض بدأ تمشيط بعض الأحياء من المدينة، وقريبا إن شاء الله تكون حرض تحت السيطرة الحكومية الكاملة، ما حدث من نتائج هو تجسيد للمعنى الحقيقي لتوحيد الجهود، وهذا كان الأساس من اتفاق الرياض سنتكلم عن أواخر 2019 تم توقيع اتفاق الرياض وتأخر تشكيل الحكومة لمدة عام كامل في 2020 وكان عاماً صعباً اقتصادياً وكورونا وظروف صعبة، الحكومة عادت في بداية 2021، هجوم بالصواريخ عليها في البداية، مصاعب حتى مارس، ثم إعادة الانقسامات بشكل أو بآخر حتى سبتمبر، عودة الحكومة ورئيس الحكومة وإعادة تفعيل كثير من الأمور، كان خطاب فخامة الرئيس في ذكرى 26 سبتمبر و14 أكتوبر أيضا بادرة تم التقاطها من كثير من القوى، بادرت الحكومة بفتح قنوات مع الجميع، دعم الأشقاء، كل هذه عناصر ساهمت في تغيير المشهد بشكل دراماتيكي خلال الأشهر الماضية.
المقدم: دكتور معين ما هو سبب سقوط بعض المديريات العام الماضي؟ ثلاث مديريات تابعة لمأرب وشبوة وكثير من المناطق التي دعنا نقول أحبطت المراقبين أحبطت سكان اليمن والمناطق المحررة أحبطت الخليجيين والعرب، لماذا هذا التقدم للحوثي والانتصار؟ هل هي بسبب الخلافات بين المجلس الانتقالي والشرعية، هل هي بسبب تكاسل بعض المناطق التي تسيطر عليها الشرعية وتحديدا الجيش الوطني اليمني، ما الذي حدث بالضبط لماذا سقطت هذه المديريات وهل كان الخلاف هو السبب؟
رئيس مجلس الوزراء: الإشكاليات عميقة، ما حدث كان نتيجة لتراكمات كبيرة جدا، المديريات كانت استراتيجية ومهمة وقريبة من حقول النفط، نعرف أن الحوثي تقريبا لعام ونصف يضغط على مأرب ، التضحيات كبيرة وصمود مأرب كان صموداً أسطورياً، ثم هجم واستحوذ على مديريات هامة واستراتيجية، لذلك كان الإحباط الذي تتحدث عنه لدى الشارع اليمني والمراقبين ولذلك اتخذت خطوات سريعة لاستعادة الزخم ومحاولة إعادة توحيد الجهود، لأن الخطر سيداهم الجميع، لا تستطيع قوى منفردة مجابهة الحوثي في اليمن من الضروري توحيد كل الجهود، هناك طيف واسع يمثل اليمنيين في كل الشرعية إن جاز لنا استخدام كل التعبير هي مظلة لكل القوى المناوئة، الدولة تتسع للجميع، طرح مفهوم الشرعية أنه لقوى معينة هذا لن يساعد، الدولة تتسع للجميع، هناك فرق بين التطابق والتفاهمات، صعب أن يتطابق الجميع في كثير من الآراء والتوجهات، لكن في إطار توحيد الجهود لمواجهة الحوثي كان هناك جهد بذل من سبتمبر وأكتوبر وحتى نوفمبر عكس التغير في المشهد، الانهيار كان يصاحبه انهيار اقتصادي، كانت إشكاليات وتراكمات كبيرة لذلك كان حجم الإحباط كبيراً، فالأساس هو الانقسامات.
المقدم: أنت تحدثت عن موضوع تطابق وتوافق وكررتها في أكثر من مقابلة تلفزيونية ومقابلة صحفية، هناك من يقول إن بعض الأطراف داخل الشرعية ومكوناتها المتعددة سواء جنوبا أو شمالا هناك البعض يقول نريد القضاء على الإخوان المسلمين مباشرة ومن ثم مواجهة الحوثي، وهناك البعض يقول لا دعونا نواجه ونهاجم الحوثي، والبعض يقول لا نريد الجنوب جنوب والشمال شمال، وتصريح وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني حينما بدأت العمليات الأخيرة في عملية حرية اليمن السعيد كأنه يطلب من الأطراف اليمنية ألا تنسب الانتصارات لنفسها وإنما تنسبها للجيش اليمني كأنه يستبق الأحداث وفعلاً شاهدنا خلال الأسابيع الماضية والأيام الماضية كل شخص يتحدث وكأنه هو المحرر، الجيش اليمني يقول نحن، وألوية العمالقة تقول نحن، لا يوجد هناك مظلة شرعية كاملة تقول الجيش اليمني أو الجيش الوطني اليمني هو الذي حرر، ما رأيك؟
رئيس الوزراء: السجالات لن تنتهي في هذا المجال، في موضوع شبوة كان واضح دور العمالقة وهو كان دورا غير عادي وبإسناد وبالتزام وهي ألوية مدربة ولديها التزام كامل ودخلت بمعنويات قوية غير مجهدة، عندها قدرة وقابلية واستطاعت تحرير أجزاء كبيرة واستعادة المديريات ولاحقا حريب، لذلك الموضوع الآن ليس تصدرا للمشهد بقدر ما هو تحمل جماعي للمسؤولية، خلافات أو مشاكل اليمنيين ستظل، هناك مشاكل من قبل عام 2011 وهناك مشاكل بعد 2011 وهناك مشاكل من قبل الحرب ومن بعد الحرب هذه إشكاليات في الواقع السياسي اليمني، هناك تجريف للحياة السياسية في اليمن عاد باتفاق الرياض، اتفاق الرياض المفترض أنه يكرس عودة السياسة وتلاحم كل القوى لأن الجميع ممثل داخل الحكومة، الحكومة في الأخير تمثل طيفا واسعا، تقريبا هي الآن الجسد التوافقي الذي يشكل جميع القوى، واستطعنا الحفاظ على ذلك في تفاهم كبير داخل الحكومة، في المقابل في الجانب العسكري هناك قوى تشكلت لها استحقاقات، قاومت قاتلت ولديها شهداء، قادة استشهدوا من كل القوى، لذلك الموضوع ليس سجالات ليس استئثار بمن انتصر، في كل مكان معروف من انتصر ومن تقدم، في المحصلة النهائية أن يتقدم الجميع لأن الحوثي استنزف الكثير من قواه أوهم مناصريه بالاستحواذ على مناطق معينة للثروات، ونحن نعلم أنه لا يصرف أي شيء ولا ينفق أي شيء في أي قطاعات، فاليمنيون يعانون في صنعاء والمناطق الأخرى التي تحت سيطرته، انكساره في كل هذه الأمور لأن كل ما دفعوه للسيطرة على مأرب والمناطق الشرقية وشبوة كله ذهب مع الريح، الآن مرحلة جديدة فموضوع السجالات وكيفية نسب الانتصارات ليس هو المحك الآن، المحك أن الجميع يتوحد ويتحرك الجميع باتجاه هدف واحد.
المقدم: جميل، لأن هناك من يربط موضوع سقوط بعض المديريات وسيطرة الحوثيين على مديريات واسعة ومديريات أخرى بأنهم حينما رفضوا المبادرة السعودية في مارس آذار من العام الماضي كان مجرد تكتيك يريدون الحصول على مأرب ومن ثم المفاوضات بعد مأرب، الآن خسروا مديريات متعددة وحرض على الأبواب هل يمكن في الأفق أن تصلوا إلى صنعاء؟ هل يمكن أن تكون صنعاء ضمن المخطط العسكري القادم أم أنكم ستقولون سنحرر بعض المديريات المهمة ونترك صنعاء بمن فيها؟
دولة رئيس الوزراء: لن تتعافى اليمن إلا بتعافي البلاد بأكملها بما فيها صنعاء، لذلك التوجه لصنعاء يظل هو التوجه الرئيسي، سيطرة الحوثي على صنعاء مكنهم من السيطرة على كل الأجهزة المركزية وعلى جوانب لها علاقة بالاقتصاد وبإدارة الدولة، علينا أن نعلم أن كل اليمنيين الذين يعانون في صنعاء هم يعانون بسب الميليشيات، لم تكن هذه حال اليمنيين قبل اقتحام صنعاء في سبتمبر 2014 فهذا الموضوع حتمي، حتى نتوجه إلى صنعاء لا بد من مواجهة أوجه القصور، لا بد من تقييم من فترة إلى أخرى، هناك إخفاقات حدثت يجب تقييمها، يجب إعادة تعبئة الناس وحشدهم مجددا، الإطار السياسي الذي يدعم كل هذه الجهود العسكرية مهم خلال المرحلة القادمة، فهذه التقدمات مهم أن تستمر، مهم أن يستمر استعادة الزخم، استعادة الزخم مهم وهذا الموضوع تحدثت عنه في سبتمبر العام الماضي وأكتوبر، ونراه يتحقق الآن على الأرض، مهم الاستمرار فيه.
المقدم: هناك حديث لك مؤخرا قلت إن هناك انعكاس إيجابي كبير جدا وملحوظ وسيشاهده الجميع بما تحقق من انتصارات، ما هو هذا الانعكاس الإيجابي الذي يقصده رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك؟
رئيس مجلس الوزراء: انعكاس على كل مناحي الحياة، الاقتصاد جانب منها، المعركة التي يخوضها اليمنيون ليست معركة داخلية، ليس نزاعا بين فرقاء يمنيين، نحن نعلم آثار هذا النزاع على الجوار، تهديد الممرات الدولية، لاحقا في الاستهدافات المستمرة للأعيان المدنية في المملكة ومؤخرا في الإمارات، فإذن الحرب لها بعد مختلف، الإحباط الذي أصاب اليمنيين خلال سبع سنوات، معيشتهم تتدهور، الخدمات تتدهور، يرون فرقاء سياسيين وخطابا سياسيا متضاربا بشكل كبير جدا، نزاعات، إذن الانتصارات أعادت التوجه الوطني مجددا وهذا انعكس على الشارع وهذا الموضوع تحسه في عدن في المكلا في مأرب في كل المحافظات، هذا ما يعكس داخليا لأي زائر وأي صحفي أو إعلامي من الخارج ناهيك عن اليمنيين أنفسهم.
المقدم: جميل، ولذا أتحدث عن حزب الإصلاح، الحزب هو مكون من المكونات اليمنية أعلن الحزب أنه لا علاقة له بجماعة الإخوان المسلمين ولا بالتنظيم الدولي، ولكن هناك من يتحدث عن أن تحركات الشرعية تحركات الجيش الوطني تحديدا لا يمكن أن تنفك تحت غطاء الإخوان المسلمين والإصلاح، هل هذا صحيح أم لا؟
رئيس الوزراء: في الأخير محكومين بتوجهات الدولة بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، الإصلاح هناك من قاتل وقاوم وهناك حتى إذا كان بعض الأصوات التي خرجت في أماكن معينة هي لا تعبر بشكل حقيقي عن توجهات من قاتل وقاوم على الأرض سواء كان من الإصلاح أو من غير الإصلاح هو معنا في المعركة، ولذلك نقل الصراعات إلى صراعات داخلية قد يؤثر بشكل كبير، تحدثت أنا في المحور السابق أنه مهم تقييم القصور ونعلم أين تكون الإشكالية لم تتح تجانس أكبر في المكونات أو في ترتيب الشق العسكري والأمني وغيره سواء من كل القوى ولا أتحدث هنا عن قوى بعينها، لأن هناك من يحاول أن يبقي بيده كثيرا من الأوراق، استعادة هذه الأمور للدولة وهذا الموضوع هو دور الحكومة التي هي ممثلة من كل القوى بما فيها الإصلاح والمجلس الانتقالي والمؤتمر الشعبي العام وبقية الأحزاب الاشتراكي وغيره، كل هذه القوى ممثلة داخل الحكومة ومهم أن يكون للحكومة دور كبير وفاعل، هذا الموضوع لن يعالَج بسهولة، هناك استحقاقات هناك تراكمات خلال سبع سنوات، مهم هنا أيضاً دور التحالف العربي لأنه الداعم الرئيسي بالذات في الجانب العسكري والأمني في إعادة ترتيب هذه الأوضاع وإعادة ترتيب هذه الملفات وإسناد الحكومة في ذلك.
المقدم: الآن هناك من يقول إن معين عبدالملك هو رئيس وزراء طامح لإخراج اليمن من الأزمة الاقتصادية ولكن لديه أزمة بسيطة قد تكون نوعا من الدبلوماسية في محاباة جميع الأطراف ومحاولة احتوائهم وعدم الرغبة في انتقاد بعض المحافظين والمحافظات التي كانت جزءا من الأزمة الاقتصادية والفساد المالي بعدم إرسال وارداتها إلى البنك المركزي، هل فعلا سيد عبدالملك أنت تحاول أن ترضي جميع الأطراف ولا تنتقدهم أم ماذا؟
الدكتور معين: هناك فرق بين الحفاظ على التوافقات وهو مهم بالذات في المرحلة التي نحن فيها، ولا أعرف هل هذا الموضوع ينظر له على أنه ميزة أو عيب، لكن دعني أكون واضحا وصريحا هناك حد أو خط أحمر لا يمكن السكوت عنه في كثير من الأمور ولذلك كان هناك بعض المحافظات خرجت تماما عن سيطرة الحكومة وجرى التعامل معها بشكل صارم بما فيها استخدام الجهاز القضائي والنيابة وجهاز الرقابة والمحاسبة، استغرق الأمر بعض الوقت وأطلعت فخامة الرئيس واتخذ إجراء في أحد المحافظين وما زال يستكمل هذا الإجراء، هناك محافظات أخرى جرى إعادتها لأن ما يحصل من إشكاليات سياسية ودعنا نكون صريحين عدم الاستقرار السياسي يؤثر على إعادة مركزة أو ترتيب القرار، نحن لا نتحدث عن المركزية كما كانت ولكن على دور للحكومة كتنظيم وأنا أكون واضحا أن هناك أطرافا كثيرة لا تريد للحكومة دورا قويا، وعند استعادة هذا الدور تتعارض مع شبكات مصالح كبيرة في الحكومة المركزية وفي المحافظات، فلذلك استعيدت جزء من هذه الموارد ولم تستعد بشكل كامل، هناك جبايات خارج القانون، وهناك محافظين لاحقا يعني مؤخرا كان هناك نقاش والموضوع ليس صراعا، كيف يدار هذا الموضوع من قبل الحكومة ورئيس الحكومة مع المحافظين، هو نقاش حتى المستقرة يحدث هذا الموضوع دائما على الموارد، الموارد المشتركة والموارد المحلية، إهمال الموارد المحلية لصالح الموارد المركزية التي هي مفترض أنها لكل اليمن، المنافذ هذه مهم أنها تدخل البضائع لكل المحافظات وليس لمحافظة معينة، لأنك في الأخير تخدم 30 مليون يمني، فهذا النقاش أدى إلى تطبيق لقرارات معينة، نتائجه كانت جيدة وهناك بعض المحافظين يحاولون الخروج عن هذا القرار، وهناك تعامل حازم في كثير من الحالات.
المقدم: أريد أن أسألك على موضوع الأطراف التي تحدثت عنها قبل قليل تقول إن هناك أطرافا امتنعت أو لا ترغب، أطراف داخل الحكومة أم أطراف إقليمية، من هي هذه الأطراف التي ترفض الانصياع لقرارات رئيس الوزراء والحكومة اليمنية؟
دولة رئيس الوزراء: هناك أطراف بنت مصالح بطريقة أو بأخرى عندما لم تكن الحكومة متواجدة في فترة من الفترات، إعادة ترتيب المالية العامة لم يكن شيئا هينا خلال المرحلة الماضية، إعادة ترتيب ربما وضع البنك المركزي، القرارات المتخذة أخيرا، أنا عاصرت هذه الأمور عندما كنت في الحكومة من 2015 و2016 إلى الآن، هناك تغيرات كبيرة، بناء الجهاز الحكومي دعنا نشخص الوضع، صنعاء كان فيها معظم أجهزة الدولة المركزية، كيف يتم بناء الأجهزة بشكل رشيق وقادر على إدارة الوضع الراهن؟ هذا ما نحاول الآن إعادة ترتيبه خلال المرحلة القادمة، فما حدث خلال الفترة الماضية أثر وانعكس بشكل كبير على التزام المحافظات بذلك، ترتيب المالية العامة الآن وأعتقد خلال إعداد الموازنة القادمة وترتيب لجان الموازنة أعاد ربط كثير من الأمور والرقابة عليها بين السلطة المركزية والمحافظات، من يحاول ذلك هي أطراف داخلية ومرتبطة بأطراف سياسية متعددة وليس فقط بطرف معين.
المقدم: أريد أسأل معاليكم على موضوع الإدارة الأمريكية وموقف الغرب من الجماعة، هناك كان موقف متساهل مع إدارة بايدن وقاموا برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب ومن تصنيفها كجماعة إرهابية، والآن هناك حديث ومداولات ومطالبات بإعادة تصنيفها لا سيما بعد الاستهدافات الأخيرة للمدنيين في جنوب السعودية وفي الإمارات العربية المتحدة، ما الذي استجد في هذا الملف وأنتم أقرب منا له معلوماتيا؟
رئيس مجلس الوزراء: هو إدراك متأخر من الولايات المتحدة، موقف الولايات المتحدة الآن ممتاز وواضح، لكن في البداية أعطوا مساحة لإخراج الحوثيين من هذا التصنيف، بالنسبة لنا كيمنيين الآمر واضح الحوثيين جماعة إرهابية، وهذا واضح من الأفعال التي ارتكبت بحق الشعب اليمني، لاحقا يبدو أن الإدارة الجديدة الأمريكية وهذا الموضوع أثر وأعطت مساحة ونوعا من التصالح مع إيران مع نظام متشدد في إيران، ولم يعطِ أي مساحة حقيقية للسلام في اليمن، في الأخير كما ذكرت النزاع ليس نزاعا يمنيا، أبعاده الإقليمية واضحة، التسليح وحجم الأسلحة والتدريب والحرس الثوري الإيراني وحزب الله والجميع يشترك في هذه المعركة ويرى المعركة ويتحدثون عن معركة مأرب أنها معركة وهذا الموضوع خلال العام الماضي، فإذن هذه التوجهات مع دور المبعوث الأمريكي وانخراط الأمريكيين في الملف بشكل كبير، فللأسف كان في البداية تساهل وضغط على الشركاء الإقليميين مع أن المفترض دعم الشركاء الإقليميين في مواجهة هذا الخطر، اليمن تتعرض إلى خطر أن تصبح منصة للتهديد الإقليمي باستخدام مسيرات والهجوم على الممرات الدولية وغيرها، هذا الموضوع أدرك متأخرا لكن مهم أن يتم الضغط لاستكمال ذلك، وموضوع الحفاظ على الجانب الإنساني كنا حريصين ألا يؤثر هذا التصنيف على أي جانب إنساني، هذا من مصالحنا جميعا الحفاظ أو تقليل الأثر الإنساني، لكن على جميع اليمنيين أن يدركوا أن ما يحدث بسبب الحوثيين وأفعالهم خلال المرحلة الماضية والتي للأسف تسببت بكارثة كبيرة جدا في ما يتعلق بمعدلات الفقر وانخفاض التنمية الاجتماعية صحة وتعليم وكل هذه الجوانب التي تراكمت للأسف خلال السبعة السنوات الماضية.
المقدم: لماذا يتم الحديث عن الجانب الإنساني إذا كان هناك أمر سيتخذ ضد الحوثي؟ التقيتم بالسفير البريطاني قبل فترة قريبة جدا والجميع يعرف أو لا يعرف أن المملكة المتحدة كانت إحدى الدول التي ضغطت لإيقاف الهجمات على الحديدة وللوساطة في موضوع اتفاق استوكهولم، الآن يتحدثون عن أنه إذا صنفت الجماعة إرهابيا قد يؤثر على المسار الإنساني، ماذا عن تهريب الأسلحة لماذا لا ينظر أنه إذا تم تصنيف الجماعة كجماعة إرهابية يتم إيقاف تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة؟ لماذا لا تنظر الدول الغربية ومنها المملكة المتحدة أنه إذا تم تسليم الميناء إلى مراقبين أمميين سيكون هناك عمل إنساني وسيتوقف تهريب الأسلحة؟ هل هناك شركاء خفيين في تمكين الحوثي عسكريا لعلم موازنة في اليمن أم لا؟
رئيس الوزراء: للأسف، بالفعل يستخدم الملف الإنساني وبشكل أثر بشكل كبير، حقيقة لو كانت استكملت القوات الحكومية لكان الوضع أفضل بكثير، زرعت الألغام والمدينة أصبحت بعد أن تدخل المجتمع الدولي وبضغوط غير عادية لاتفاق استوكهولم الذي كان من المفترض أن تكون الحديدة منطقة منزوعة السلاح منطقة آمنة، ميناء، جانب إنساني، كل ذلك لم يتحقق ولا 1% بعثة دولية وراء بعثة دولية وفي الأخير جرى تسويف، استخدام الورقة الإنسانية في موضوع الحديدة كان أحد النماذج على إشكالية كبيرة، ما نسيطر عليه حتى المنافذ التي تحت سيطرة الحكومة الأمور كلها مفتوحة في الحركة التجارية، نحن حريصون على ألا يكون هناك أي نوع من القيود، استخدام هذه الموانئ لتهريب السلاح وعسكرة وملشنة المجتمع وتجنيد الأطفال كل هذه جوانب لا يلتفتون إليها بشكل كبير، ولا تجري ضغوط كبيرة، حتى وقت الهجوم على مأرب القصف أصبح يستهدف مناطق مدنية واضحة، بيوت، أحياء سكنية، بصواريخ بالستية، والإدانات كانت خجولة، وهذا يوضح فارق في التعامل واستخدام الورقة الإنسانية في أوقات غير مناسبة لإيقاف تقدمات قد تساهم في الوصول إلى تسويات سياسية أو لحسم الكثير من الأمور بدلا من أن يبقى النزاع مستمرا بهذا الطول.
المقدم: أريد أن أسألك نيابة عن الآخرين وليس نيابة عن نفسي وهو موضوع الاستسلام، لماذا لا يستسلم الحوثي للضغوط الدولية وتستسلمون أنتم في موضوع السفينة أو الناقلة صافر؟ في موضوع اختطاف السفينة روابي، في موضوع عدم الإذعان لاتفاق استوكهولم وعسكرة ميناء الحديدة، والشرعية عندما حينما يأتي ضغط دولي يقولون نعم سننفذ سنوقف الهجوم على الحديدة سنقوم بهذا وهذا، لماذا لا دعنا نقول تضربون بهذه الضغوط عرض الحائط كما يفعل الحوثي وتحسم المسألة وليكن ما يكن؟
الدكتور معين: ليس استسلاما، في بعض الأمور تجري الضغوط بطريقة معينة ليس فقط على الحكومة، وهذا الموضوع الذي أثر بشكل أو بآخر، بالنسبة لليمنيين ليس لديهم ما يخسرون، نحن نعمل في بيئة صعبة، وضع صعب، لكن نؤمن بعدالة هذه القضية، لكن هذه الضغوط تأخذ أشكالا متعددة وفي الأخير نحن دولة وحكومة نختلف عن الميليشيات، الميليشيات ضاربة بعرض الحائط كل شيء، وللأسف هناك تساهل دولي بشكل كبير جدا في التعامل في كثير من الأمور مع الحوثيين، وهذا ما قاد إلى التصعيدات الأخيرة، الحوثيين اقتحموا السفارة الأمريكية في صنعاء وتمادوا، هذه الرسائل التي حاول الغرب أن يرسلها قوبلت بمستوى مختلف من التصعيد، وكنا نتحدث بشكل واضح هذه الأمور ستقود إلى مزيد من التصعيد ولن تقود إلى التهدئة، الضغط على الحوثي هو الوسيلة الوحيدة للحلول في اليمن، غير ذلك سيبقى الملف مفتوحا وستبقى إيران داعمة بشكل كبير جدا وتسرب الأسلحة لتهديد دول الجوار.
المقدم: دكتور معين أريد أن أسألك عن لقاء المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ مع مفاوض الحوثيين في مسقط خلال الفترة الماضية، هل هذا اللقاء جاء بعد الانتصارات التي قمتم بها؟ هل هذا اللقاء جاء بمبادرة من الحوثيين خوفا من تقدمكم إلى مناطق أخرى؟ هناك من يقول في حال جاءت الأمم المتحدة والعالم بمبادرة سلام جديدة هل ستذعنون لها وتستسلمون لها أم أنكم تعلمتم من الدروس الماضية وستواصلون التقدم؟
دولة رئيس الوزراء: هناك دروس سابقة ومستفادة، وما كان للحوثيين أن يتصلوا بالمبعوث لولا ما حدث على الميدان مؤخرا، الانتصارات التي حققتها العمالقة والانتصارات الأخرى في أماكن مختلفة هي التي جعلت الحوثيين يتواصلون مع المبعوث، وكانوا رافضين حتى لاستقباله في أي مكان، وهذا يوضح إلى أي مدى الحوثيين يحاولون استخدام هذه الورقة، هناك مبادرة سعودية أعلنت في بادئ الأمر، مبادرات كثيرة لفتح مطار صنعاء عبر محطات داخلية لإيقاف معاناة اليمنيين كلها قوبلت بالرفض وكان الحوثي يستخدم هذه الورقة للإيهام بأن هناك نوعا من الحصار، ثم ضرب بعرض الحائط كل هذه القضايا وركز على الضغط العسكري، الموضوع الآن إذا كان هناك من نية لأي نقاشات لا ترتبط تبقى الضغوط واضحة للحفاظ على ما تقدم وللضغط باتجاه صنعاء، هذا هو الأساس في المرحلة القادمة، نحن تكلمنا بشكل واضح الحوثي إذا عاد كيمني ونقول النزاع هذا ليس نزاعا يمني-يمني البعد الإقليمي واضح فيه، واضح كيف يتحدث الإيراني عن الحوثيين، تدخل التحالف العربي هو لاستعادة سيادة اليمنيين على قرارهم السياسي، أن تجتمع كل المكونات السياسية، اجتمعت في مؤتمر الرياض واحد، جامعة الدول العربية، مجلس التعاون الخليجي، هذه الملاذات الآمنة لليمنيين كي يستعيدوا دائما كل طروحات وأدبيات مجلس التعاون وجامعة الدول العربية أن يعود اليمنيون إلى الطاولة لنقاش حل يمني يمني، ما يحدث الآن أن إيران تستخدم اليمن كورقة رئيسية وليست ورقة مقايضة.
المقدم: دكتور معين قلتم في أكثر من تصريح الأيام الماضية والأسابيع الماضية والأشهر الماضية وبكل صراحة أن اتفاق استوكهولم يعتبر من الماضي لأن الحوثيين لم يلتزموا بتنفيذه، هل هذه إشارة أو تصريح بأن الحديدة ستكون هدفا قادما بعد تحرير المديريات والمحافظات المحيطة بمأرب وبعد الانتصار في شبوة وبعد حصار حرض أم لا؟
رئيس مجلس الوزراء: هي تصريحات واضحة وأنا تحدثت بشكل واضح أن كل ذرة من التراب اليمني هي مسرح لتحضيرات ليس فقط الحديدة، يكفي السنوات الماضية، مهم توحيد كل الجهود، ما استمر برغم السجالات التي تحدثنا عنها بداية اللقاء مهم أن يستمر، لن تستطيع قوى منفردة السيطرة أو قيادة المعركة، الجميع مشترك فيها، وعلينا أن نحل خلافاتنا كيمنيين، في الأخير من يعاني هو الشعب، عندنا إشكاليات كثيرة جدا في كل مناحي الحياة، وصعب أن تبقى الحرب بهذا الطول، فإذن كل ذرة من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة هي مسرح دائما لعمليات وتحضيرات لاستعادتها بإذن الله.
المقدم: دكتور معين أريد أن أسألك عن موضوع اتفاق الحديدة عام 2018 الكل يتحدث عن تهريب أسلحة، تتحدثون أنتم عن تساهل المراقبين الأمميين، تتحدثون أيضا ويتحدث التحالف العربي بقيادة السعودية أنه لا يوجد أي تنفيذ للحوثيين لهذا الاتفاق، هناك من يتساءل لماذا لا تصدرون بيانا ويصدر التحالف العربي بيانا بأن اتفاق استوكهولم لم يعد معمولا به وأن ميناء الحديدة يعتبر هدفا عسكريا في حال مواصلة الحوثيين لتهريب الأسلحة من خلاله؟
رئيس الوزراء: لن يكون هناك خلال المرحلة القادمة هدوء أو ملاطفة، ويجري تحضير كل الملفات، وكل ما تحدثت عنه وغيره يجري دراسته وترتيبه، الآن يحتاج اليمنيون أن يستنهضوا قواهم في المرحلة القادمة، ما حدث أثر، وهناك دروس مستفادة، وأنا أعتبر استوكهولم أحد أهم هذه الدروس المستفادة، أي مرحلة قادمة يجب أن تبنى بشكل مختلف وأن يؤسس لها بشكل مختلف.
المقدم: ماذا عن الفساد؟ البعض يقول إن هناك فسادا لدى الخبراء الأمميين في مجلس حقوق الإنسان تم رفض توصية لتمديد مهلة الخبراء الأمميين واعتبر ذلك انتصارا لمطالبات اليمنيين ومطالبات دول التحالف بأن الأمم المتحدة منحازة بشكل أو آخر، هل هناك انحياز أممي مع الحوثي ضد الشرعية أم لا؟
الدكتور معين: بعض الدول تنظر من منظار ضيق ولا تدرك جوهر المشكلة اليمنية، البعض منهم تغير بشكل كبير جدا وأنا أتكلم عن دول أوروبية مهمة، تعدلت مواقفها خلال الأربع السنوات الماضية، وأنا أرصد هذا الموضوع من بداية عاصفة الحزم حتى الآن، كان هناك تغير في كثير من المواقف، في موضوع التوصية مع مجلس حقوق الإنسان لم يمدد للخبراء، هناك تفعيل للأدوات الوطنية، لجنة التحقيق في الانتهاكات الآن تقوم بعمل جيد وهناك دعم دولي لها، الحكومة كانت واضحة في كثير من الملفات بما فيها تقرير لجنة العقوبات إلى حد كبير يعمل بشكل كامل بتعاون كامل مع الحكومة ويشخص أشياء كثيرة جدا بما فيها دور الحوثيين في تهريب الأسلحة، هناك تحسن في رؤية المجتمع الدولي للإشكال في اليمن، مقارنة بالسنوات الماضية هناك إدراك لطبيعة التهديد الإقليمي، الدعم الواضح من إيران بالمسيرات والأسلحة كان واضحا في تقرير لجنة العقوبات الأخير، حتى تحقيقهم في ما يتعلق بآثار الهجوم على مطار عدن وبقايا الصواريخ المسيرة المستخدمة، كل هذه الأمور أدلة واضحة على استخدام اليمن كمنصة للتهديد، فهناك تحسن بشكل كبير جدا بالذات من عدة دول أوروبية التي كانت بعيدة ومنظورها للأحداث في اليمن من زوايا خاطئة، لكن هناك دورا للدبلوماسية اليمنية مؤخرا، هناك عدد من الملفات جرى تفعيلها مؤخرا، دور الحكومة واستقرارها في عدن أثر بشكل كبير، هذه كلها عناصر يمكن البناء عليها خلال المرحلة القادمة.
المقدم: حينما عدتم أو حاول جميع الوزراء العودة في طائرة واحدة العام الماضي قوبلتم بالصواريخ وهجوم عنيف ولا إنساني وهناك من اتهم الحوثي بالوقوف خلفه، أكثر من مرة صرحتم دكتور معين أن التحقيقات ما تزال جارية، هل هناك أن هناك أطرافا غير الحوثي كانت تقف خلف الهجوم أم النتائج ظهرت وتبين لكم أن الحوثي هو من هاجمكم؟
دولة رئيس الوزراء: تأكدت النتائج وليست في طور التحقيقات، كانت هناك محاولة من عدة دول لعرقلة هذه التحقيقات، تحدثنا مع لجنة العقوبات لرفع بعض مخلفات وبقايا الصواريخ..
المقدم: من هي الدول؟ اسمح لي أن أقاطعك، من هي الدول التي عرقلت إذا أمكن تسمية دول؟
رئيس مجلس الوزراء: دول معينة، لا نتحدث بأسماء هذه الدول الآن لكن هناك من يحاول عرقلة هذه التحقيقات حتى لا يبحثوا عن إدانة حقيقية أو واضحة للحوثيين، لأن الهجوم كان جرأة غير عادية بالهجوم على مطار مدني، ضحايا مدنيين، حتى كانت بالمصادفة طائرة للصليب الأحمر هناك وأصيب عدد واستشهد عدد، مدنيون كانوا داخل المطار، كان الهجوم في جرأة غير مسبوقة وتوضح الطبيعة الإرهابية لميليشيا الحوثيين، وهذا مستمر حتى بمحاولة التفجير الأخيرة لمحافظ عدن مع وزير الزراعة، والتفجير أيضا بالقرب من مطار عدن، كل هذه بصمات الحوثي واضحة فيها وهذه تحقيقات داخلية، لكن في ما يتعلق بمطار عدن خبير الأسلحة في لجنة العقوبات كان له نزول في فبراير العام الماضي تقريبا للتحقق من بقايا الهجوم الصاروخي على مطار عدن.
المقدم: أريد أن أستكمل معك دكتور معين في موضوع مهم جدا وهو مكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي، كانت هناك وديعة سعودية باثنين مليار دولار ومن ثم استهلكتم كثيرا منها، والآن هناك حديث عن وديعة قادمة ما بين السعودية ودول الخليج لليمن، ما هي الأوضاع الاقتصادية ما قصة هذه الوديعة ما قصة مكافحتكم للفساد فعلاً؟ هل هناك جدية بمكافحة الفساد أم أن الوديعة القادمة لن تؤثر في الاقتصاد اليمني بسبب عدم جدية الحكومة في مكافحة الفساد والتشهير بالمفسدين؟
رئيس الوزراء: دعني أبدأ من موضوع تقرير لجنة العقوبات الذي أشار إلى موضوع شبهة غسيل الأموال والذي أخذ ضجة كبيرة وكان تقريبا في يناير من العام الماضي وأثر بشكل كبير جدا، وكانت المعلومات غير دقيقة وجرى نقاش ولجان وتحقيقات طويلة ومكثفة، تقرير لجنة العقوبات الأخيرة بفقرات واضحة تراجع عن ذلك بعد تحقيقات قام بها فريق لجنة الخبراء بعدما تحدثنا كحكومة معهم بشكل كامل، طبعا موضوع النفي لم يأخذ البعد الذي أخذته موضوع الضجة التي أحدثه التقرير، والموضوع يتعلق بدعم أسعار الغذاء خلال فترة معينة وسعر الصرف المقدم للتجار، وهذه القصة تم النقاش فيها بشكل كبير، إدارة الوديعة بشكل أفضل وحوكمة الوديعة القادمة محل نقاش حالي الآن بين البنك المركزي والمؤسسات المالية وبين الأشقاء في المملكة وحتى الأشقاء في الإمارات، لأن الدعم القادم هو دعم في إطار خليجي تقوده المملكة العربية السعودية بشكل كبير جدا وهذا كان أحد نتائج زيارتي للمملكة العربية السعودية ثم دولة الإمارات، وستكون هناك زيارات لعدد من الدول الخليجية، فموضوع الدعم خلال المرحلة القادمة هناك مبلغ متبقٍ من الوديعة السعودية مع الوديعة القادمة والذي يجري نقاش حولها، قدمت أوراق، وخلال المرحلة القادمة سيجري الترتيب لهذا الدعم أو الحزمة الاقتصادية، الموضوع هذا مهم لأنه لم يكن هناك غطاء من النقد الأجنبي خلال المرحلة الماضية الذي استهلكناه خلال سبع سنوات كان الدعم الوحيد المباشر للحكومة هو وديعة الاثنين مليار، استهلكنا منها مليار و800، وهذا الموضوع ساهم في استقرار سعر الصرف لأن الوضع كان صعبا في 2018 عندما بدأت عملي كرئيس للحكومة واستقر في 2019 وجزء من 2020، لم تسحب الحكومة من احتياطيات البنك المركزي في ما يتعلق بالوديعة منذ يناير 2020 إلى الآن ونحن الآن في يناير 2020، فهذا يوضح أن هناك حزمة إصلاحات غير راضين عنها بالكامل لكن شيئا تحقق وبدأنا نعمل عليه تدريجيا، وكلما تستقر الحكومة كلما تتعزز هذه الإصلاحات، الأشقاء في المملكة وفي الدول المانحة يريدون شفافية أكثر ونحن جاهزين لحوكمة وتكلمنا معهم، وهناك نقاش مثمر وجيد في كثير من النقاط للوصول لآليات أكثر صرامة في ذلك، كحكومة نؤيد كل هذه الإجراءات التي تعزز من الحوكمة والشفافية لأن إمكاناتنا ضعيفة، اليمن فيه موارد وأيضا الاستثمارات مفتوحة، الاستثمارات المشتركة تساعدنا في أن نستغل ما يوجد لدى اليمن من بعض الثروات الطبيعية أو غيرها من مصادر للطاقة، لا نستطيع الآن بأي نفقات رأسمالية أن نقيم استثمارات فيها.
المقدم: جميل، هناك حدث في نهاية العام الماضي وانتشر انتشار النار في الهشيم واستخدم كنوع من الحرب الإعلامية ما بينكم وبين الحوثيين وهو في أن المناطق التي يسيطر عليها الحوثي سعر الصرف وسعر العملة أفضل بكثير ومستقرة من المناطق التي تسيطر عليها الشرعية، ما رأيكم في ذلك الحدث ومؤكد أنكم شاهدتموه؟
الدكتور معين: صعب أن نحكي بشكل واضح عن كل التفاصيل المعقدة لذلك، لكنه تضخم مكتوم، لما تقارن أسعار السلع سواء بأسعار الصرف، لأنهم عملوا انفصالا نقديا وقللوا من النقد وأبقوا على الطبعات المتهالكة، ونحن فعليا حاولنا مع البنك المركزي التقليل قدر الإمكان من الإصدار النقدي بحيث ألا يكون هناك تضخم والتغطية بالإصدار المكشوف، لكن الحوثيين بهذا القرار أثروا على شريحة واسعة، تحولت كثير من الأمور والسلع بمقارنة سعرها في مناطق سيطرة الحوثيين وسيطرة الحكومة لصالح سيطرة الحكومة سواء كانت غذائية أو وقود وغيره، ففي الأخير هو له بعد وجزء ظاهري لكن هناك تضخما مكتوما ويؤثر ويسحق المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين وهذا ما نحرص عليه ألا تصل هذه المعاناة، نحن نستهدف في معركتنا الحوثيين كميليشيات أو كقادة، لكن لا ينبغي أن تؤثر بشكل أو بآخر على المواطنين، استخدام القبضة الحديدية في مناطق سيطرته أثر بشكل كبير وأثرت حتى بالسيطرة على كثير من المقدرات في مناطق الحوثيين كجبايات وتسخيرها للحرب، وهذا كان واضحا في تقرير لجنة العقوبات الأخير.
المقدم: أريد أن أسألك أسئلة دعنا نقول متنوعة عن بعض المعلومات المنتشرة في الفترة الماضية وإن شاء الله يتسع صدرك لهذه الأسئلة، السؤال الأول هل فعلا التقيتم بأحمد علي عبدالله صالح لدى زيارتكم الأخيرة للإمارات العربية المتحدة؟
دولة رئيس الوزراء: لم ألتق بأحمد علي عبدالله صالح، لا يوجد تواصل مباشر معه.
المقدم: لكن لم يتم هناك لقاء في الإمارات؟
رئيس مجلس الوزراء: لا، لم يتم، وإذا حدث ذلك سيكون ذلك معلنا، لا يوجد شيء يمكن إخفاؤه.
المقدم: جميل، أريد أن أسألك السؤال الثاني عن السفير الإيراني المتوفى حسن إيرلو، من قتل حسن إيرلو: كورونا أم أحداث أخرى لا يريد أحد الإفصاح عنها؟ أريد أن تشرح لنا أكثر فعلا ملابسات وفاة حسن إيرلو، طلبات نقله وإخراجه من صنعاء إلى طهران.
رئيس الوزراء: لا توجد معلومات دقيقة حول ذلك، هي بعضها من مصادر مختلفة ومن مصادر بعض الأجهزة في الدولة لكن هي المناطق خارج سيطرتنا، لكن تم طلب سفينة إخلاء وجاءت من العراق ونقلت الجثمان.
المقدم: فقط هذا هو ما حدث؟
الدكتور معين: نعم.
المقدم: جميل، هناك حديث عن كيف دخل السفير الإيراني حسن إيرلو إلى اليمن، ومن هو السفير القادم الذي قد يأتي ويعين، قلتم قبل فترة أنه لا يمكن تسمية السفير الإيراني في اليمن بالسفير وإنما ضابط في الحرس الثوري، كيف دخل حسن إيرلو؟ كيف تفاجأ العالم بوجوده فجأة في صنعاء يقود العمليات ويوجه الحوثيين؟
دولة رئيس الوزراء: أنت قلت بنفسك إنه لا يمكن تسميته بالسفير، وفي الأخير هو ضابط من الحرس الثوري وهو جزء من منظومة التوجيه الإيرانية داخل البلاد، واستخدم هذا النفوذ حتى لإقصاء كل القيادات الحوثية التي لها طابع محلي أكثر ولا تميل وهذا بكثير من المؤشرات والمعلومات من داخل مناطق سيطرة الحوثيين لتكريس نهج قيادات أكثر قربا من الحرس الثوري، عدد من الروايات حول دخوله، لكن بطريقة غير مشروعة، ما هي الطائرة التي أقلته أو دخل بطرق غير مشروعة عبر البحر أو غيره، لا توجد رواية حقيقية كيف دخل، نحن لا نسميه خبيرا، هو خبير عسكري دخل إلى اليمن وواضح الدور الذي قام به.
المقدم: هل خاطبتم يا سعادة رئيس الوزراء دولا مثل لبنان والعراق بالحرص على عدم إرسال خبراء أو حتى هم يسمونهم مقاومين ومجاهدين في الحشد الشعبي وحزب الله، هل تمت مخاطبة هذه الدول هل تم إرسال أسماء لأشخاص تم القبض عليهم سابقا، أم أنكم تتركون هذا الموضوع لتفاهمات مستقبلية؟
رئيس مجلس الوزراء: هناك تحرك عبر وزارة الخارجية في هذه المخاطبات كلها سواء في موضوع إيرلو أو الخبراء الذين يرسلون من دول معينة، حريصون على استكمال هذه الأمور وتمر عبر قنواتها الرسمية.
المقدم: هناك حديث أنه تم القبض في الفترة الماضية وعن بعض الأدلة نشرت وبعضها لم ينشر لكن هناك حديثا ومعلومات على عشرات الخبراء إما من حزب الله أو بعض عناصر الحشد الشعبي التي تواجدت مع الحوثيين في بعض مناطق الصراع، هل هؤلاء ما زالوا دعنا نقول في الأسر أم تم تسليمهم وتبادلهم مع الحوثيين في عمليات تبادل أسرى؟
رئيس الوزراء: لم يجر تبادل في هذا النطاق، لكن بعضها لدى جهات مختصة وبعضها أعلنت من الطرف الآخر يعني أعلنت من قبل ميليشياتهم في هذه الدول أنهم قضوا نحبهم في اليمن، ولكن هناك كثيرا منهم أعلن أنهم قُتِلوا خلال المواجهات في اليمن ويفتخرون بذلك، وهذا دليل على مدى تدخل هذه الميليشيات الإقليمية كذراع لإيران في الملف اليمني.
المقدم: أريد أن أسأل عن موضوع النفط، هناك واردات للنفط ولكن هناك من يتحدث أنها واردات غير مفيدة للشعب اليمني وتحديدا للمناطق التي تسيطر عليها الشرعية بسبب احتكار النفط ومساعي الحكومة لتنويع مورديه، من هو الذي يحاول السيطرة على هذا الموضوع ورفض تنويعكم لموردي النفط سيد معين؟
الدكتور معين: هل الموضوع يتعلق بمشتقات النفط التي نستوردها أم الصادرات المتعلقة بالنفط الخام؟
المقدم: صادرات النفط الخام دعنا نقول.
دولة رئيس الوزراء: صادرات النفط الخام تباع عن طريق لجنة مقررة من مجلس الوزراء لجنة تسويق النفط الخام، هذا الموضوع حكر على الدولة ويشترى من جهات دولية بمناقصات شفافة، كل ما نبيعه لا يتعدى المليار دولار في السنة وهذا رقم غير كبير لأن إنتاج اليمن تضاءل لحدود 50 و60 ألف برميل، نخطط أن يتجاوز الـ 100 ألف برميل، إن كان السؤال في موضوع المشتقات النفطية الذي كان فيه احتكار في استيرادها لبعض الموردين، جرى كسر الاحتكار لكن هناك إشكالية في التنظيم الآن، وهذا مثار للجدل يدور حاليا في موضوع المشتقات النفطية في موضوع تنظيم بيع المشتقات النفطية والتسويق عبر شركات النفط ودور القطاع الخاص نحن حريصون على القطاع الخاص لكن بشفافية بأن تكون هناك فرص متساوية للجميع، عقد نمطي واضح، آلية للتوريد، وهناك نقاش مع أشقائنا في المملكة وعدد من الدول في موضوع التسييل النفطي عبر مؤسسات الدولة لتفعيل دور المصافي وشركة النفط، ضعف دور الدولة أدى إلى تغول في مصافي عدن تغول في قطاع تسويق النفط وأنشأ مراكز قوى بعضها مرتبطة بمحافظين وبعضها مرتبطة بقوى سياسية، يعني ليس طرفا واحدا، لكن الآن على الأقل ليست محتكرة ومهم إعادة تنظيمها وهذا جزء من الإصلاحات الهامة التي نسعى لترتيبها خلال المرحلة الماضية لأنها أثرت بشكل كبير جدا على طلب العملة وبطريقة شفافة للجميع بحيث أنه توزع هذه المشتقات لكل أنحاء اليمن بحيث يعرف كيف يتم طلب العملة لأنها قد تكون جزءا من غسيل الأموال أو نقل الأموال بطريقة غير شرعية، لذلك هناك قرار رقم 75 الذي عملته الحكومة كان مهما، لأن جزءا من التمويلات التي كانت تصل إلى الحوثيين كانت تصل عبر واردات المشتقات النفطية، وكانت هناك شركات تدفع في الخارج ثم تباع في الداخل جزء من التمويل، دوران رأس المال المتعلق بالمشتقات النفطية التي تباع للمواطن يجري رقابته بشكل كبير من المؤسسات المالية.
المقدم: أريد أن أسألك أيضا عن بعض العبارات التي انتشرت فترة طويلة مسيئة للحكومة اليمنية ومسيئة للرئيس وهي تسميتكم بحكومة الفنادق، هل هذه التسمية مقبولة؟ من الذي أطلقها؟ كيف ترد على من يقول إن الدولة تدير منظومتها من فنادق في السعودية والإمارات؟
رئيس مجلس الوزراء: هذا الموضوع تجاوزناه منذ وقت طويل، هي جزء من منظومة نقول أسطوانة مشروخة، كثير من الوزراء سكنوا مع عائلاتهم موجودين في الداخل ويعملون في ظروف أمنية صعبة ليس فقط في هذه الحكومة، لكن جزءا كبيرا من إعلام خارجي يخدم الحوثيين بطريقة أو بأخرى ويعطي مادة معينة أن الحكومة هذه بعيدة عن الناس بعيدة عن الشعب، التحديات التي نتكلم عنها صعبة، الإحباط لدى المواطنين لأنهم لم يروا تحسنا في معيشتهم، نحن لا نتكلم عن إنجازات كبيرة، البلد في حالة حرب ولنكن واقعيين ولا ننفصل عن الواقع، لذلك أقصى طموحات الناس الآن بسيطة في ما يتعلق بتحسين الخدمات، هناك إشكاليات في الغاز الطبيعي أو الغاز المنزلي، هناك إشكاليات في الوقود، صمود اليمنيين خلال هذه السنوات صمود أسطوري، هذا المصطلح الذي ذكرته هو عبارة لإبقاء شرخ كبير جدا أو أن الحكومة هذه غير قريبة من الناس والمواطنين، التحديات صعبة، التهديدات تطال كل مسؤولي الدولة لكنهم حريصون جميعهم أن يتواجدوا ويعملوا في ظرف صعب وغير عادي، لكن هذا جزءا من منظومة تكرس صورة معينة بحيث يفقد الأمل في أي منظومة حكومية، نحن نقول في اليمن (الدولة حتى ولو كانت رماد) معناه أن الحاجة إلى الدولة والمؤسسات هي الحاجة الرئيسية، الأمل الذي يمكن أن يصلح لليمنيين معيشتهم هو استعادة دور مؤسسات الدولة واستعادة المنظومة، هذا الموضوع يهم التاجر ويهم المواطن البسيط ويهم المزارع ويهم كل قطاعات الدولة.
المقدم: نحن الآن في فبراير معالي رئيس الوزراء من عام 2022 متى تتوقع عودة الرئيس اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن أو إلى العاصمة صنعاء؟
رئيس الوزراء: ليس ببعيد، الحكومة عادت، قيادات كثير من الدولة عادوا، جزء كبير من القيادات السياسية للأسف مشتت في عدد من العواصم وهذا يؤثر على الحياة السياسية في اليمن، تواجد الحكومة بشكل كامل ومستمر وتطبيع الأوضاع، يمكن يرتبط الموضوع باستكمال معينة في اتفاق الرياض أو غيره، لكن ليس الأمر ببعيد.