رئاسة مجلس الوزراء
وزير الخارجية: شعبنا اليمني يتصدى للعدوان الايراني على منطقتنا العربية

وزير الخارجية
وزير الخارجية

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، إن الشعب اليمني وهو يواصل كفاحه ومقاومته للعواقب والآثار الكارثية التي نتجت عن انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة الشرعية، وعلى توافق القوى السياسية اليمنية، انما يكافح ويقاوم في الجبهة الامامية لصد العدوان على الأمن القومي العربي من خلال تصديه لمؤامرة غرس خنجر النظام الإيراني المسموم ليس في اليمن وحسب، بل في خاصرة الوطن العربي بأكمله.

وأشار وزير الخارجية في كلمته التي القاها اليوم، خلال مشاركته في اعمال الدورة الاعتيادية الـ ١٥٥ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى أن الحكومة اليمنية تواصل وبدعم من تحالف دعم الشرعية، ومن كل القوى الخيرة في الوطن العربي والعالم، سعيهاً منذ وقت مبكر إلى انهاء هذا الانقلاب وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن من خلال عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

ولفت بن مبارك، إلى أن الحكومة اليمنية رحبت بكل المبادرات الداعية للسلام بما فيها إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة نيتها تكثيف الجهود الدبلوماسية لتحقيق التسوية السياسية في اليمن، وتعيين مبعوث امريكي خاص لهذا الغرض".

وقال " وكما عبرنا على الدوام، فاننا ندعم جهود مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفتث للتوصل إلى حل شامل ومستدام وفقا للمرجعيات المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216".

وأضاف "إننا إذ ننشد السلام ونعمل من أجل تحقيقه ومن أجل إعلاء المصالح العليا لشعبنا وتحقيق إرادته الحرة في أن يعيش في أمن واستقرار ورخاء وعزة وكرامة، تواصل المليشيات الحوثية تعنتها وانتهاكاتها اليومية وتقويض جهود السلام، بما في ذلك من خلال التهرب من تنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاق ستوكهولم، ونقضها للاتفاقات، وتحويلها لجميع مبادرات السلام والتهدئة إلى مغامرات جديدة للاقتتال والحرب" .

ونوه بن مبارك بأن هذا الاجتماع لمجلس الجامعة والذي يُجسد الإيمانُ بالتعاضدِ والتضامن العربي كإرثٌ راسخٌ لا يتغيّر، مهما كانت التحديات ومهما اشتدت المحن، يُعقد في ظل تطورات وتحديات كبيرة تواجه بلداننا وشعوبنا  العربية، اتسعت فيها دائرة التدخلات الخارجية على نحو أصبحت تمثل خطراً محدقاً على سيادة أوطاننا، وتسهم في اشعال القلاقل والحروب وتحرض على هدم مؤسسات الدولة الشرعية، وتعرقل حركة التنمية والتقدم والبناء،  وهو الامر الذي أصبح يُحتم علينا استعادة المبادرة، وتعظيم المصالح العليا لأمتنا العربية وجعلها فوق كل اعتبار. 

وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين" اليوم أكثر من أي وقت مضى، تفرض المسؤولية الوطنية والتاريخية علينا إعادة تفعيل جهدنا العربي المشترك، والتصدي للتحديات الماثلة أمامنا، والإسهام في إيجاد الحلول الملائمة لهذه الأزمات والتكاتف لوضع حد للتدخلات الخارجية، بإرادة عربية خالصة"..مجدداً التأكيد على أنه وبعد هذه السنوات المريرة من تمرد هذه المليشيات بدعم مكشوف من طهران، لم يحصد شعبنا سوى  المزيد من المعاناة.

وأضاف" بين أيديكم وعلى مرأى ومشهد من العالم بأسره، تتوفر البيانات والحقائق الدامغة التي تدعمها تقارير الأمم المتحدة، والتي تؤكد جميعها كيف أن هذه المليشيات لم تتوانى عن عرقلة كل برامج العمل الإنساني وسرقة المساعدات الاغاثية، وفرض إتاوات عليها، واستخدامها لتمويل عدوانها على اليمنيين".

وأشار وزير الخارجية، إلى أن المليشيات الحوثية تواصل انتهاكاتها لكافة القوانين والأعراف الدولية، وممارسة القتل، واستهداف المساكن، ودور العبادة، واستخدام الأطفال وتجنيدهم كمقاتلين، والزج بهم في حربها العبثية، في سابقة خطيرة تخالف كل مبادئ العمل الإنساني..لافتاً إلى أنه ووفقاً لتقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي، استمر مسلسل اعتقال النساء والاعتداء عليهن جسدياً وجنسياً ، في انتهاكٍ لكل الأعراف والتقاليد الاجتماعية اليمنية والإنسانية، وزجت المليشيات بالصحفيين والإعلاميين في السجون، وتم إحداث تغيير خطير للمناهج الدراسي بالاستناد إلى معتقداتهم  وأساطير التفوق العرقي العنصرية التي تم استيرادها من ايران.

واستعرض بن مبارك في كلمته تطورات الاحداث على الساحة الوطنية وما تقوم به الميليشيات الانقلابية من ممارسات تهدف الى تقويض كل دعوات السلام الهادفة إلى وقف نزيف الدم إبتداءً من قصف مطار عدن بالصواريخ الباليستية في محاولة لاستهداف الحكومة اثناء وصولها إلى العاصمة المؤقتة عدن، واستمرار مساعيها لإطالة أمد الحرب وإجهاض جهود السلام من خلال تصعيدها العسكري المستمر في محافظات مأرب وتعز والحديدة والبيضاء والضالع ، واستهداف المناطق المكتظة بالسكان في مأرب الصامدة بقذائف الدبابات والمدافع، وبالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، بما في ذلك الاعتداء على مخيمات النازحين التي يقطنها مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني الذين لجأوا إلى مأرب هرباً من انتهاكات هذه المليشيات.

وفي الشأن الفلسطيني، أكد بن مبارك إن القضية الفلسطينية ستظل هي القضية المركزية للأمة العربية ونحن في الجمهورية اليمنية على العهد باقون ولن نحيد، وسنبقى دائما إلى جانب أشقائنا في فلسطين حتى نيل حقوقهم غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..مؤكداً أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية..مشيراً إلى أن إرساء السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق بتجاهل المطالب المشروعة لأصحاب الأرض أو مخالفة الشرعية الدولية أياً كان ذلك وبأي مسمى.

وأعرب وزير الخارجية، عن تضامن الجمهورية اليمنية مع موقف الأشقاء في مصر والسودان في قضية سد النهضة والثقة في حكمتهما في التعاطي بمسئولية مع هذا التحدي.. معبراً عن شكره لجمهورية مصر العربية الشقيقة على حسن إدارتها للدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية..مهنئاً دولة قطر الشقيقة على توليها رئاسة الدورة الحالية..متمنياً لها كل النجاح والتوفيق .